يبدو أن التوتر بين المغرب وفرنسا لا زال لم يعرف طريقه نحو الحل، إذ وجد صلاح الدين مزوار وزير الخارجية المغربي نفسه صاغرا يوم أمس الأربعاء، في مطار شارل دوغول في العاصمة باريس، حيث تم إخضاعه لتفتيش مهين.
وحسب يومية الصباح، التي أوردت الخبر في عددها الصادر غدا الجمعة، "فإن الشرطة الفرنسية جددت إصرارها على إهانة المسؤولين المغاربة، إذ عمدت، وفي خرق سافر ومقصود لكل الأعراف الديبلوماسية إلى إخضاع مزوار، عند توقفه بالمطار الفرنسي عائدا إلى المغرب من العاصمة الهولندية لاهاي، إلى إجراءات تفتيش مهينة".
وكشفت الجريدة، أن "الشرطة تعاملت بشكل فج وغير لائق مع الوزير المغربي ولم يتردد أفرادها في إرغام مزوار على نزع معطفه وحرامه وحذائه وجواربه، بالإضافة إلى تفتيش حقيبته وكل أغراضه الشخصية "موضحة" أن مزوار العائد لتوه من القمة الثانية حول الأمن النووي بلاهاي، أخضع للإجراءات المذكورة رغم إخباره أمن المطار بأنه وزير خارجية في مهمة رسمية مقدما جوازه الديبلوماسي، لكن دون جدوى".
وتخبرنا الصباح أيضا "أن المرافقين للوزير استغربوا هذه السابقة في عملهم الديبلوماسي، وكيف أن صفة وزير للخارجية ورئيس ديبلوماسية بلد صديق لم تشفع لمزوار من أجل الظفر بمعاملة لائقة، واصفين ما وقع بالعمل المقصود والذي يضرب مقتضيات اتفاقية فيينا لسنة 1961”.
كما تطرقت يومية الناس، لهذا الخبر في ركن صغير، مؤكدة أن "صلاح الدين مزوار منع من ولوج القاعة الشرفية للمطار وطلب منه الوقوف إلى جانب مغادري المطار، بدعوى أن سلطات المطار لا تفتح القاعة الشرفية للديبلوماسيين إلا بعد توصلها بإخبارية ساعة قبل وصولهم إلى المطار".
أزمة صامتة
قد يأخذ هذا الحدث تبريرات عديدة لتفسيره، لو كان الأمر يتعلق ببلد غير فرنسا، وبالضبط في ظرفية غير هذه، حيث تخيم على سماء الرباط وباريس غيوما كثيرة، منذ قضية استدعاء عبد اللطيف الحموشي مدير "الديستي"، ورد الرباط بتوقيف كل اتفاقيات التعاون القضائي مع باريس.
معاملة رئيس الديبوماسية بتلك الطريقة، هو إهانة له شخصيا وللمغرب ككل، ولنا أن نتخيل إذا ما حدث الأمر نفسه مع وزير الخارجية الفرنسي في مطار محمد الخامس، أكيد كانت الدنيا ستقوم ولن تقعد.
لقد حان الوقت لوضع النقاط على الحروف في العلاقة بين الرباط وباريس، فمرحلة " لا ود ولا أزمة" تجعل من أي حادث صغير شرارة لما هو أكبر وأخطر.
0 التعليقات:
إرسال تعليق